المجلة | آيـــة |{وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة

{وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}
تنهانا هذه الآية الكريمة عن الباطل ظاهره وباطنه. تنهانا أن نطعم الحرام مالا كان أو غيره، وتدعونا إلى تحري الحلال ومراعاة الحقوق. فإن أموال الناس وأعراضهم ودماءهم حرام علينا، وكما نحب أن تحفظ علينا أموالنا وأعراضنا ودماؤنا فعلينا أن نحفظها للناس أيضا. ومن ثم؛ لا نأكل أموال غيرنا بالباطل _ وهو ما لم يُبح الشرع أخذه من مالكه _ ونختصم بشأن هذه الأموال إلى القضاة، من غير أن نلتمس الأحكام الجائرة بالرشوة وغيرها، فحكم الحاكم لا يحل الحرام، ولا يحرم الحلال، حين يعلم الإنسان أنه ظلم غيره بأخذ تلك الأموال. إن هذه الآية لتنهى عن أكل بعضنا مال بعض بالحرام شرعا كالسرقة والغصب وتنهى المحتالين المغرضين المتحاكمين زورا الذين يصانعون الحكام، ويلقون إليهم الأموال رشوة؛ ليأكلوا بالتحاكم طائفة من أموال الناس، متلبسين بالإثم مدموغين بالباطل وإن استصدروا الفتاوى واصطنعوا الحيل. والخطاب بهذه الآية يتضمن جميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ وينهى عن أكل الأموال بغير حق ويدخل في هذا النهي: القمار والخداع والغصوب وجحد الحقوق، وما لا تطيب به نفس مالكه؛ أو حرمته الشريعة وإن طابت به نفس مالكه؛ كمهر البغي وأثمان الخمور والخنازير...... وغير ذلك. ومن الأكل بالباطل _ كذلك _ أن يقضي القاضي لك وأنت تعلم أنك مبطل ؛ فالحرام لا يصير حلالا بقضاء القاضي؛ لأنه إنما يقضي بالظاهر والإنسان على نفسه بصيرة وإن أفتاه الناس وأفتوه.

المزيد